價格:免費
更新日期:2018-09-19
檔案大小:3.0M
目前版本:6
版本需求:Android 4.0 以上版本
官方網站:https://www.burhaniyat.com/
Email:mhmdfares@hotmail.com
حزب الاخلاص لسيدى سلامة الراضى من اوراد الطريقة الحامدية الشاذلية
الشيخ رزق السيد عبده فى أمسيته عن سيدى سلامة الراضى
وهى
مولده : ولد سيدى سلامة الراضى فى ليلة السادس عشر من رجب 1284 هجرية، 1867 ميلادية. من أبوين شريفين، ومن أسرة اشتهرت بالورع. فالوالد هو سيدى الشيخ حسن سلامة المكنى بالراضى عابد صالح، كان يصلى فى كل ليلة مائة ركعة تهجداً، سافر إلى الحجاز سيراً على الأقدام لتأدية فريضة الحج.
والوالدة سيدتى الشريفة "بدوية" شريفة منسبة. بلغ من صفاء معدنها وشفافية روحها أنها كانت تشاهد المؤمنين من الجن والكثير من الأولياء المنقولين.
اجتمع الشرف والحسب والطهر فى الأبوين. الأجداد: سيدى أبو طاقية، وسيدى حامد الريدى، الولى المقرب الحاج ناصر ضريحه عند باب محجوب ببولاق.
عمه السيد عبد الرحمن عاش طول حياته صائماً قائماً ناسكاً.
قال تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".
ينتهى نسبه الشريف إلى مولانا الحسين بن على رضى الله عنهما.
طفولة معجزة. حفظ القرآن الكريم فى سن التاسعة.
وضع كتيباً فى الأدب والأخلاق فى هذه السن، وأجاد الخط العربى خاصةً الفارسى منه، والحساب والأدب.
واشتغاله بالأدب والأخلاق وحفظ القرآن دليل على نشأة تقية حُبِبَ إليه فيها المعرفة الدينية، والبعد عما ألفه الأطفال والصبيان.
ابتدأ العمل بالخاصة الملكية فى سن الثالثة عشرة من عمره المبارك وكان مثالاً للموظف الكفء المواظب على عمله إلى أن أحيل إلى المعاش.
لم يشغله العمل عن تأدية حقوق العبودية والسير فى طريق المعرفة الدينية.
استجمع الشاب همته سائراً إلى الله مجاهداً ليل نهار مصاحباً لكل صالح، محباً لكل مؤمنٍ وتقى.
وعن مجاهداته يقول: "واعلم أنى ذكرت الله كثيراً، فمن أورادى أننى كنت أذكر (لا إله إلا الله) فى الليلة الواحدة اثنا عشر ألف مرة، ومكثت على ذلك الأعوام، وكنت أذكر (الله) بالاسم المفرد فى كل ليلة ثلاثين ألف مرة، وداومت على هذا الاسم ست سنين.
كنت أصوم من السنة نحو ثلاثمائة يوم، ومع الصوم أداوم على الرياضة غالباً، وكنتُ لا أدع الوضوء، فكل أحيانى أكون على طهارة.
وكنت أصلى على النبى صلى الله عليه وسلم فى كل ليلة نحو ساعتين من الساعات العادية. ذلك فوق أننى كنت مريضاً، حتى صرت نحيفاً مصفر الوجه، وما كان يصادفنى من الأهل والأصحاب وبقية الناس من العذل واللوم والشماتة والتوبيخ والزجر العنيف".
كل هذا لم يثنِ من عزمِهِ على التوجه إلى الله تعالى.
يقول سيدى سلامة: "ومع هذا كله لم أفز بالوصول، ولا ببارقة أو لائحة، إلا النذر اليسير الذى يكون عند أهل الطريق لأطفالها، بل وربما لبعض العوام الذين صفت بواطنهم من ذكر الله".
يقولُ الشيخ:
"فلما ضاقت نفسى، وكدت أن أقع فى يأس بعد جهاد أشرفت فيه على الهلاك، وبذلت فيه روحى، وتخليت فيه عن دنياى، ولم أبالِ ما فاتنى منها، وهجرت أصحابى، وخالفت كل عازل.
كل هذا ذهب هباءً منثوراً أدراج الرياح. والحبيب لم يسمح بنظرة. والباب لم يفتح للمسكين. وصرت حائراً. إن هذا الأمر لا يخرجنى منه إلا عناية الله، ثم بركة أشياخى، فتوجهت بقلبى إلى ربى أرجو من رحمته ما أهتدى به سواء السبيل.
فلم أشعر إلا والهاتف قد نادانى:
"يا هذا إنما الحيلة فى ترك الحيل".
فعلمت أن مجاهداتى التى سرت فيها بهذه الشدة كنت فيها محتالاً، وأن الوصول لا يكون إلا بمحض فضله ومنته، وداومت على ذكر الله، لا لعلة وصول ولا غيره. فوافانى من ربى الرضا، ونور قلبى، وهدانى طريقه، ومن علىّ وأنعم وتكرم فله الفضل والمنة".
لم يكتفِ الشيخ بنسبتِهِ القرابية لبيت النبوة، بل استجمع همتِهِ ليحظى بالنسبة الروحية، فتكون قربى وقرابة.
إن الشيخ سلك جميع الطرق، فتنوعت معارفه، فهو يقول: إنى الفقير قد من الله على بتلقى العديد من الطرق المشهورة الأربعة وغيرها، ولكن أراد الله لى ألا يكون ظهورى بالطريق إلا شاذلياً.
ويقول: إنه بعد أن إستمر مع شيخه السنين الطوال حتى إنتقل إلى رحمة ربه، وبعد أن أجازه بالطريق الشاذلى وغيره، استكمل على يد عشرين شيخاً آخرين.
والإجازة دليل الكمال والأهلية للدعوة إلى الله على بصيرة، ويبدو أن الشيخ لم يقنع إلا أن يلم بجميع علوم التصوف ومعارفه وأصبح إماماً للمحبين.
وهو القائل:
غدوتُ إماماً للمحبين فاقتضى *** تلونهم فى الحبِ أن أتلونا
وحق للشيخ أن يقول أيضاً:
أصل العلوم نقطة منا *** أين الذى يأخذ عنا
نحن الطلاسم والألغاز *** كسر ميزانك تعرفنا